الاحتلال يصدر خارطة جديدة للقضاء على العقبة قرب طوباس أرضا وسكانا

-

الاحتلال يصدر خارطة جديدة للقضاء على العقبة قرب طوباس أرضا وسكانا
بينما يواصل أهالي قرية العقبة الصمود في وجه الهجمة الشرسة التي تتعرض لها قريتهم الواقعة على السفوح في منطقة الاغوار شرق مدينة طوباس، سارعت قوات الاحتلال لاصدار رسم جديد وخارطة حدودية، يقول عنها الحاج سامي صادق، رئيس المجلس القروي، إنها بمثابة مسح حقيقي للقرية عن الخارطة والقضاء على من قرر الصمود من اهلها الذين يبلغ عددهم اليوم 300 نسمة، بعدما هجر وشرد ضعفا العدد من العائلات جراء السياسات الاسرائيلية وعدم قدرتهم على بناء مساكن.

العقبة وخطة اسرائيلية خطيرة
كانت القرية محط اهتمام ومطامع الاحتلال منذ سنوات بعيدة، ويقول صادق في ضوء المتغيرات الجديدة لن تبقى اذا نفذت قرارات الاحتلال، وستمحى للأبد. وأضاف أنه من الواضح ان قوات الاحتلال مصممة على تنفيذ مخططها القديم لشطب القرية وتشريد سكانها. فقد اصدرت خارطة جديدة سيعاد بموجبها تشكيل وجه القرية من جديد بقرار عسكري دوافعه واضحة لانه يعني في النهاية حذف 80% من العقبة.

ويضيف بعد دراسة الخارطة والتدقيق في معطياتها فان الاحتلال يعد العدة بشكل رسمي لمسح القرية عن الوجود فلن يتبقى اذا نفذت سوى ستة منازل وفق الحدود المفترضة الجديدة للقرية، كما تبين الخارطة.

واضاف أن "الوقاحة الاسرائيلية والاستهتار وصل حدا لا يمكن السكوت عليه او التغاضي عنه، لاننا امام واقع مأساوي ومرير دون ان يهتم احد بنا رغم التحركات المكثفة التي نقوم بها منذ فترة. والواضح ان الاحتلال يستغل الظروف الراهنة لتمرير مخططاته التي ندفع ثمنها غاليا، فقوات الاحتلال تطالبنا وفق المخطط الجديد بازالة جميع المباني التي لا تقع ضمن حدود القرية، ونقل سكانها نحو المنطقة المحددة للسكن في الخارطة الجديدة. وهذه مناورة وخدعة ايضا جديدة لأن المنطقة الجديدة المحددة للسكن هي في الأصل مدار بحث في المحكمة العليا الإسرائيلية منذ سنوات، اثر صدور قرارات مسبقة من الاحتلال لهدم المباني الواقعة فيها والتي تشمل اضافة للمنازل مسجداً وعيادة صحية وروضة أطفال".

واضاف صادق وهو يحدق بالخريطة اننا امام مأساة حقيقية فوفق هذه المعطيات وتقسيمات الخارطة الجديدة للقرية تظهر مناطق عسكرية واسعة في محيط القرية، الدخول إليها ممنوع بحسب الأوامر العسكرية الإسرائيلية.

الصدمة والهدم
وبينما يعيش صادق واهالي قريته الصدمة القاسية ويسعون جاهدين للبحث عن حلول للمواجهة وافشال المخطط الجديد، يقول صادق إن قوات الاحتلال اصدرت عدة اخطارات عسكرية جديدة لمجموعة اخرى من المنازل ليرتفع عدد المنازل المهددة بالهدم الى 28 منزلا، علما ان اهالي القرية يعيشون ظروف قاسية بسبب الحصار الذي تخضع له منذ عدة سنوات. فقوات الاحتلال اغلقت مداخل العقبة الثلاث الرئيسية بالمناطق العسكرية المغلقة، والتي في اطارها تجري تدريبات عسكرية ويمنع على المواطنين التنقل او الحركة منذ عدة سنوات، فالاحتلال يصادر ارضنا ويحاصر ما تبقى منها ويستخدمها لتدريبات العسكرية ويرصد حتى انفاسنا رغم ان اهالي القرية يعتمدون في معيشتهم على الزراعة وتربية المواشي.

لن نرحل
"لن نرحل" قال المواطن ماجد صبيح الذي تسلم اخطارا مع شقيقه منجد وشقيقته هدى لهدم منازلهم. "فهذه أرضنا ونملك كافة المستندات والوثائق الرسمية ومهما مارس الاحتلال من اساليب لن نفرط بارضنا، وسندافع عنها". واضاف أن الاحتلال يمنعنا منذ سنوات من ترميم الابنية المشيدة من الاسمنت، والان يريد طردنا منها تحت يافطة ان المنازل وفق الخريطة الجديدة تظهر خارج حدود القرية الجديدة

اهداف المخطط
وتتعرض القرى والتجمعات الفلسطينية في الأغوار لهجمة إسرائيلية شرسة منذ اعلنت قوات الاحتلال عن قرار فصل وعزل الاغوار عن الضفة الغربية، وبدأت قوات الاحتلال بتضييق الخناق على سكان تلك المناطق لارغامهم على الرحيل عن اراضيهم.

وتعتبر قرية العقبة نموذجا لهذه السياسة الاسرائيلية. ويقول الحاج صادق ان الجيش يقرر في خارطته انشاء عدة ممرات مخصصة للجيش في محيط القرية، بهدف افساح المجال امامه للتحرك خلال التدريبات العسكرية.

واضاف وهذا يكشف أحد أهم الأهداف الحقيقية للاستيلاء على مساحات جديدة من اراضي العقبة لتسهيل قيام الجيش بتدريباته في محيط القرية، دون مراعاة للنتائج الخطيرة لهذه السياسة. لذلك نناشد كافة المؤسسات التحرك الفوري والسريع للوقوف لجانب اهالي قرية العقبة الذين يصرون على التمسك بأرضهم والصمود فيها بينما يستعد الاحتلال للانقضاض عليها وتشريد سكانها ومسحها عن الوجود .

التعليقات